أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم خمسة أذرع سواء، مبلغ الزيادة أربعة عشر ذراعا وثمانية عشر إصبعاً.
ذكر ولاية إبراهيم بن صالح ثانياً على مصر
تقدم ذكر ترجمته في ولايته الأولى على مصر، أعاده الرشيد إلى ولاية مصر ثانيا بعد عزل موسى بن عيسى العباسىّ فى صفر سنة ست وسبعين ومائة. ولما ولي إبراهيم مصر، أرسل باستخلاف عسامة بن عمرو على الصلاة، إلى أن قدم نصر بن كلثوم على خراج مصر في مستهل شهر ربيع الأول سنة ست وسبعين ومائة.
وتوفي عسامة بن عمرو لسبع بقين من شهر ربيع الآخر من السنة. ثم قدم إلى مصر روح بن زنباع خليفة لإبراهيم على الصلاة والخراج. وروح بن زنباع هذا أبوه حفيد روح بن زنباع وزير عبد الملك بن مروان، فدام روح بن زنباع المذكور على صلاة مصر وخراجها إلى أن قدمها إبراهيم بن صالح بعده بأيام في النصف من جمادى الأولى؛ كل ذلك من سنة ست وسبعين ومائة. وسكن إبراهيم المعسكر وجمع له الرشيد بين الصلاة والخراج، فلم تطل أيامه ومات لثلاث خلون من شعبان سنة ست وسبعين؛ وقام بأمر مصر بعد موته ابنه صالح بن إبراهيم بن صالح مع صاحب شرطته خالد بن يزيد إلى أن ولي مصر عبد الله بن المسيب. وكان «١» مقامه بها شهرين وثمانية عشر يوماً؛ وكان إبراهيم المذكور من وجوه بني العباس وولي الأعمال الجليلة مثل دمشق وفلسطين ومصر للمهدي أولاً، ثم ولي الجزيرة لموسى الهادي، ثم ولي مصر ثانيا في هذه المرة لهارون الرشيد، وكان خيراً ديناً ممدحاً، وفد عليه مرة عباد بن عباد الخواص فقال له إبراهيم هذا: عظني، فقال عباد: إن