وفيها توفي الليث بن سعد بن عبد الرحمن الفهمي، مولاهم الأصبهاني الأصل المصري، أحد الأعلام وشيخ إقليم مصر وعالمه، كنيته أبو الحارث، مولده في شعبان سنة أربع وتسعين.
قال الذهبي: وحج سنة ثلاث عشرة ومائة فلقى عطاء ونافعا وابن أبى مليكة وأبا «١» سعيد المقبري وأبا الزبير وابن شهاب فأكثر عنهم، ثم ذكر جماعة كثيرة ممن روى عنه. انتهى.
وكان كبير الديار المصرية ورئيسها وأمير من بها في عصره بحيث إن القاضي والنائب من تحت أمره ومشورته؛ وكان الشافعي يتأسف على فوات لقيه. قيل:
إن الإمام مالكاً كتب إليه من المدينة: بلغني أنك تأكل الرقاق وتلبس الرقاق وتمشي في الأسواق، فكتب إليه الليث بن سعد:(قل من حرم زينة الله) الآية.
وعن ابن الوزير قال: قد ولي الليث الجزيرة وكان أمراء مصر لا يقطعون أمراً إلا بمشورته، فقال أبو المسعد «٢» وبعث بها إلى المنصور أبي جعفر:
لعبد الله عبد الله عندي ... نصائح حكتها في السر وحدي
أمير المؤمنين تلاف مصراً ... فإن أميرها ليث بن سعد
وكانت وفاة الليث في رابع عشر شعبان.
ذكر الذين ذكر الذهبي وفاتهم في هذه السنة، قال: وتوفي الحكم بن فصيل «٣» الواسطي؛ والخليل بن أحمد فيما قيل وقد مر، وخشاف «٤» الكوفي صاحب اللغة، والقاسم بن معن المسعودي الكوفي؛ والليث بن سعد فقيه مصر.