السنة الخامسة من ولاية الملك الناصر محمد الثالثة على مصر، وهى سنة أربع عشرة وسبعمائة.
فيها توفّى الشيخ المعمّر بقيّة السّلف محمد بن محمود بن الحسين بن الحسن الموصلىّ المعروف بحيّاك الله. مات بزاويته «١» بسويقة «٢» الرّيش خارج القاهرة فى يوم الخميس تاسع شهر ربيع الأوّل ودفن بالقرافة. وكان شيخا صالحا بلغ عمره نحوا من مائة سنة وستين سنة، وكان حاضر الحسّ جيّد القوة، وكان يقصد للزيارة للتبرّك به، وكان كثير الذّكر والعبادة وله محاضرة حسنة وشعر. ومن شعره من أوّل قصيدة:
إذا الحبّ لم يشغلك عن كلّ شاغل ... فما ظفرت كفاك منه بطائل «٣»
وتوفّى القاضى شرف الدين يعقوب بن مجد «٤» الدين مظفّر بن شرف الدين أحمد ابن مزهر بحلب وهو ناظرها. كان يخدم عند الأكابر وتنقّل فى خدم كثيرة، حتى إنّه لم تبق مملكة بالشام إلّا باشرها.