ولم يقدر على الزيادة، فأحضر عبد الله بن أيوب التيمي الشاعر، فقال له: قل عليهما، فقال:
ما لمن أهوى شبيه ... فبه الدنيا تتيه
وصله حلو ولكن ... هجره مر كريه
من رأى الناس له الفض ... ل عليهم حسدوه
مثل ما قد حسد القا ... ئم بالملك أخوه
فقال الأمين: أحسنت! بحياتي يا عباس انظر، إن كان جاء على ظهر فأوقره «١» له، وإن كان جاء في زورق فأوقره؛ قال: فأوقروا له ثلاثة أبغل دراهم.
قلت: وحكايات الأمين كثيرة، وجنونه وكرمه أشهر من أن يذكر.
أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم ثمانية أذرع سواء، مبلغ الزيادة سبعة عشر ذراعا وخمسة أصابع.
[ذكر ولاية العباس بن موسى على مصر]
هو العباس بن موسى بن عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس الهاشمي العباسي، ولي مصر بعد عزل المطلب عنها في شوال سنة ثمان وتسعين ومائة، ولاه المأمون على الصلاة والخراج، ولما ولي مصر قدم ابنه عبد الله أمامه إلى مصر خليفة له عليها؛ فقدم عبد الله إلى مصر ومعه الحسن بن عبيد بن لوط الأنصاري، ومحمد بن إدريس- أعني الإمام الشافعي- رحمه الله لليلتين بقيتا من شوال من السنة المذكورة. ولما دخل عبد الله المذكور والحسن ابن عبيد سجنا المطلب المعزول عن إمرة مصر قبل تاريخه. وسكن عبد الله المعسكر