ثم استهلت سنة ست وستين وثمانمائة ففى يوم الأربعاء ثانى المحرم وصل الخبر بأن الأمير إياسا المحمدى الناصرى نائب طرابلس وصل من جزيرة قبرس إلى ثغر دمياط بغير إذن السلطان.
وفيه نفى السلطان خيربك البهلوان، وقانم الصغير الأشرفيين إلى البلاد الشامية، وكلاهما أمير عشرة.
وفي يوم الخميس ثالث المحرم عيّن السلطان مع سليمان بن عمر الهوّارى تجريدة من المماليك السلطانية، وعليهم ثلاثة أمراء أشرفية: جكم خال العزيز، وأيدكى، ومغلباى، فتأمل حال الأشرفية من الآن.
ثم في يوم الاثنين سابع المحرم استقرّ الأمير طوخ الأبوبكرى المؤيدى زردكاشا عوضا عن سنقرقرق شبق الأشرفى بحكم القبض عليه، واستقرّ سودون الظاهرى الأفرم خازندارا كبيرا، عوضا عن قانم طاز، بحكم القبض عليه أيضا، وأنعم السلطان في هذا اليوم على جماعة كثيرة بأمريات وإقطاعات ووظائف باستحقاق وغير استحقاق، كما هى عوائد أوائل الدول.
ثم في ليلة الثلاثاء ثامن المحرم سافر الأمير قانى باى المحمودى الظاهرى المشد إلى ثغر دمياط للقبض على الأمير إياس الناصرى نائب طرابلس وإيداعه السجن، لكونه حضر من قبرس، وترك من بها من عساكر المسلمين.
ثم عين السلطان جماعة من الأشرفية الكبار والأشرفية الصغار إلى سفر قبرس، وأميرهم مغلباى البجاسى أتابك طرابلس، وكان مغلباى حضر مع إياس.
وفي يوم الاثنين رابع عشر المحرم استقرّ قراجا العمرى ثانى رأس نوبة وأمير مائة ومقدم ألف بدمشق على إقطاع هين، وقراجا هذا أيضا ممن كان انضم على جرباش من خچداشيته، واستقرّ تنم الحسينى الأشرفى عوضه رأس نوبة ثانيا.