وسافر أيضا في هذه السنة إلى الحجاز الأمير بيبرس الأشرفى- خال العزيز يوسف- باشا [ليكون مقدما]«١» للمماليك السلطانية المجاورين بمكة المشرفة.
وفي أوائل ذى القعدة رسم السلطان بهدم «٢» تربته التي كان أنشأها أيّام إمرته «٣» وإعادتها مدرسة، وخلع على الصاحب جمال الدين يوسف ناظر الجيش والخاص بالنظر على عمارتها.
وفي عشر ذى الحجة- وهو يوم عيد الأضحى- صلى السلطان صلاة العيد بالجامع الناصرى بقلعة الجبل، ثم خرج من الجامع بسرعة، وذهب إلى الحوش السلطانى، ونحر ضحاياه به.
وكانت العادة أن السلطان إذا خرج من صلاة العيد جلس بالإيوان ومعه الأمراء وذبح به، ثم «٤» يتوجّه من الإيوان إلى باب الستارة وينحر به أيضا ويفرّق ما يذبحه «٥» ثم بعد ذلك يتوجه إلى الحوش ويذبح به، فلم يفعل السلطان شيئا من ذلك، خوفا من مماليكه الأجلاب، فإنهم رجموه في العام الماضى وأخرقوا به وبأمرائه غاية الإخراق، ورجموه وهجموا عليه حيث كان ينحر الضحايا حتى إنه قام من مقامه فزعا بعد أن أصاب جماعة من الأعيان الرجم.
وفرغت هذه السنة وقد قوى أمر المماليك الأجلاب.
[ما وقع من الحوادث سنة ٨٦٠]
واستهلت سنة ستين وثمانمائة.
فلما كان يوم الاثنين خامس المحرم نزلت المماليك الأجلاب من الأطباق، وقصدوا بيت الوزير فرج بن النحال لينهبوا ما فيه، وكأنه أحسّ بذلك وشال ما كان في بيته،