فلما دخلوا البيت لم يجدوا فيه ما يأخذونه، فمالوا على من هو ساكن بجوار بيت فرج المذكور فنهبوهم بحيث إنهم أخذوا غالب متاع الناس، ولا قوة إلا بالله.
وفي يوم الأربعاء حادى عشرين المحرم ورد الخبر على السلطان بموت الأمير آقبردى الساقى نائب ملطية بها، فرسم السلطان لجانبك الجكمى المعزول عن نيابة ملطية قبل ذلك بنيابة ملطية على عادته أولا، ورسم بأن يستقرّ في نيابة طرسوس عوضا عن جانبك الجكمى آقباى السيفى جار قطلو، وكان آقباى أيضا ولى نيابة طرسوس قبل ذلك.
وفي يوم الأربعاء ثالث عشر صفر من سنة ستين المذكورة أخرق المماليك الأجلاب بعظيم الدولة الصاحب جمال الدين ناظر الجيش والخاص بغير سبب أوجب ذلك، وشقّ ذلك على كل أحد، ولم تنتطح في ذلك شاتان.
وفي يوم السبت ثامن عشر جمادى الأولى من سنة ستين أيضا وصل قاصد السلطان محمد بن مراد بك بن عثمان متملّك بلاد الرّوم، وهو جمال الدين عبد الله القابونى، وطلع إلى السلطان في يوم الثلاثاء وعلى يده كتاب مرسله، يتضمن البشارة بفتح قسطنطينيّة، والكتاب نظم ونثر، وقفت عليه وعلى جوابه من السلطان من إنشاء القاضى معين الدين عبد اللطيف بن العجمى «١» نائب كاتب السّرّ، وأثبتّ الكتاب الوارد والجواب كليهما في تاريخنا «حوادث الدهور في مدى الأيام والشهور» إذ هو محل ضبط هذه الأشياء.
وفي يوم الخميس خامس عشر جمادى الآخرة من السنة أمسك السلطان الأمير زين الدين الأستادار، ووضع في عنقه الجنزير، وحطّه إلى الأرض ليضربه، ثم رفع من على الأرض بغير ضرب، وحبس عند الطواشى فيروز الزّمّام