السنة الثامنة من ولاية الملك المنصور قلاوون على مصر، وهى سنة خمس وثمانين وستمائة.
فيها استولى الملك المنصور قلاوون على الكرك وانتزعها من يد الملك المسعود خضر ابن الملك الظاهر بيبرس.
وفيها توفّى الشيخ معين الدين أبو عمرو عثمان بن سعيد بن عبد «١» الرحمن بن أحمد ابن تولوا الفهرىّ، مولده بتنّيس «٢» سنة خمس وستمائة، ومات بمصر فى شهر ربيع الأوّل، ودفن بالقرافة الصغرى، وسمع الحديث وتفقّه وكان له معرفة بالأدب وله يد طولى فى النظم، وشعره فى غاية الجودة. ومن شعره وقد أمر قاضى مصر بقطع أرزاق الشعراء من الصدقات سوى أبى الحسين «٣» الجزّار. فقال:
تقدّم القاضى لنوّابه ... بقطع رزق البرّ والفاجر
ووفّر الجزّار من بينهم ... فاعجب للطف التّيس بالجازر
وفيها توفّى الشيخ شهاب الدين أبو عبد الله محمد بن عبد المنعم بن محمد الأنصارىّ الصوفى الفقيه الشافعى، الشاعر المشهور المعروف بابن الخيمىّ، كان إمام عصره فى الأدب ونظم الشعر مع مشاركة فى كثير من العلوم. ومولده سنة اثنتين وستمائة، وتوفى بمشهد الحسين بالقاهرة فى شهر رجب، وقد أوضحنا أمره مع نجم الدين ابن إسرائيل لمّا تداعيا القصيدة التى أوّلها: