للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ما وقع من الحوادث سنة ١٦٩]

السنة التي حكم فيها عسامة وغيره على مصر وهي سنة تسع وستين ومائة- فيها خرج المهدىّ من بغداد يريد ما سبذان «١» واستخلف الربيع الحاجب على بغداد، وسبب خروجه أنه رأى تقديم ولده هارون على أخيه موسى وكلاهما أمه الخيزران، فأرسل المهدي إلى ولده موسى وكلاء وهو بجرجان فامتنع من المجيء، ثم أرسل إليه ثانياً فلم يأت، فسار إليه المهدي فمات في طريقه.

ذكر وفاة المهدي ونسبه

هو محمد بن أبي جعفر المنصور عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس الهاشمي العباسي أمير المؤمنين، وهو الثالث من خلفاء بني العباس، بويع بالخلافة بعد وفاة أبيه في ذي الحجة سنة ثمان وخمسين ومائة ومولده سنة سبع وعشرين ومائة، وأمه بنت منصور الحميرية، ومات في المحرم من هذه السنة. وسبب موته قيل؛

إنه ساق في مسيره خلف صيد فاقتحم الصيد خربة فدخلت الكلاب خلفه وتبعهم المهدي فدق ظهره في باب الخربة مع شدة سوق الفرس فمات من ساعته، وقيل: بل سمه بعض حواشيه. وقيل: بل أكل أبخاصاً «٢» فصاح: جوفي جوفي ومات من الغد بقرية من قرى ما سبذان، وقيل غير ذلك. فبويع موسى الهادي ولده بالخلافة، وركب البريد من جرجان إلى بغداد في عشرين يوما ولا يعرف خليفة ركب البريد سواه. وكان وصول الهادي إلى بغداد في عاشر صفر من سنة تسع وستين ومائة.