السنة السادسة من ولاية الملك الناصر فرج بن برقوق الثانية على مصر وهى سنة ثلاث عشرة وثمانمائة.
فيها كان الطاعون بالديار المصريّة، ومات منه عدة كبيرة من الناس.
وفيها تجرّد السّلطان الملك الناصر إلى البلاد الشّامية تجريدته السادسة، وحاصر شيخا ونوروزا بالكرك بعد أن وصل فيها إلى أبلستين وعاد.
وفيها استقرّ الوالد فى نيابة الشّام ثالث مرّة، واستقرّ شيخ فى نيابة حلب، ونوروز فى نيابة طرابلس.
وفيها توفّى الرئيس مجد الدين عبد الغنى بن الهيصم «١» ناظر الخواصّ الشريفة بالدّيار المصرية فى ليلة الأربعاء العشرين من شعبان بعد قدومه من دمشق بأيّام، وهو والد الصّاحب أمين الدين إبراهيم بن الهيضم، وأخو الصّاحب تاج الدّين عبد الرّزّاق الآتى ذكرهما فى محلهما.
وتوفّى الأمير سيف الدين قجاجق بن عبد الله [الظاهرى]«٢» الدّوادار الكبير فى سادس المحرم، ودفن بتربته التى أنشأها بالصّحراء، وكان من أصاغر خاصّكيّة الملك الظاهر برقوق ومماليكه، وترقّى فى الدولة الناصرية حتى ولى الدّواداريّة الكبرى بعد الأمير سودون الحمزاوىّ، وكان مليح الشكل، لم يشهر بشجاعة ولا إقدام، ولهذا المعنى، ولعدم شرّه رقّاه الملك الناصر واختصّ به.
حضر مرّة عند جمال الدين البيرىّ الأستادار، وكان بينهما صحبة أكيدة، وكان بإحدى عينى جمال الدين خلل، فجلس قجاجق بعد أن سلّم على جمال الدين من