وتفرّق جمعه. وقتلت التّتار فى ذى القعدة الملك الصالح ركن الدين إسماعيل بن لؤلؤ صاحب الموصل بعد الأمان. وفى شهر ربيع الآخر العزّ الضرير الفيلسوف حسن ابن محمد بن أحمد الإربلى، وله أربع وسبعون سنة.
أمر النيل فى هذه السنة- الماء القديم ستّ أذرع وسبع أصابع. مبلغ الزيادة ثمانى عشرة ذراعا سواء.
[ما وقع من الحوادث سنة ٦٦١]
السنة الثالثة من ولاية السلطان الملك الظاهر بيبرس على مصر، وهى سنة إحدى وستين وستمائة.
فيها بايع السلطان الملك الظاهر بيبرس المذكور الخليفة الحاكم بأمر الله أبا العباس أحمد ابن الأمير أبى علىّ الحسن؛ وقيل: ابن محمد بن الحسن بن علىّ القبّى ابن الخليفة الراشد، وهو التاسع والثلاثون من خلفاء بنى العبّاس، وهو أوّل خليفة من بنى العبّاس سكن بمصر ومات بها؛ وبويع يوم الخميس تاسع المحرّم من سنة إحدى وستين وستمائة، وكان وصوله إلى الديار المصريّة فى السنة الحاليّة.
وفيها هلك ريدا «١» فرنس، واسمه بواش المعروف بالفرنسيس ملك الفرنج الذي كان ملك دمياط فى دولة الملك الصالح أيّوب.
وفيها توفّى المحدّث الفاضل عزّ الدين أبو محمد عبد الرّزاق [بن رزق «٢» الله] ابن أبى بكر بن خلف الرّسعنىّ «٣» ، كان إماما فاضلا شاعرا محدّثا. ومن شعره:
[و «٤» ] لو أنّ إنسانا يبلّغ لوعتى ... وشوقى وأشجانى إلى ذلك الرّشا