ومحاسن ابن العديم كثيرة وعلومه غزيرة، وهم بيت علم ورياسة وعراقة.
يأتى ذكر جماعة من ذرّيّته وأقاربه فى هذا الكتاب إن شاء الله تعالى. ومن شعر الصاحب كمال الدين المذكور ممّا كتبه على ديوان الشيخ أيدمر «١» مولى وزير الجزيرة، وهو:
وكنت أظنّ التّرك تختصّ أعين ... لهم إن رنت بالسّحر منها وأجفان
إلى أن أتانى من بديع قريضهم ... قواف هى السحر الحلال وديوان
فأيقنت أنّ السحر أجمعه «٢» لهم ... يقرّ لهم هاروت فيه وسحبان
ومن شعره أيضا رحمه الله وأجاد فيه إلى الغاية:
فواعجبا من ريقها وهو طاهر ... حلال وقد أمسى علىّ محرّما
هو الخمر لكن أين للخمر طعمه ... ولذّته مع أنّنى لم أذقهما
الذين ذكر الذهبىّ وفاتهم فى هذه السنة، قال. وفيها توفّى العلّامة عزّ الدين عبد العزيز بن عبد السلام السلمىّ الدّمشقى بالقاهرة فى جمادى الأولى عن ثلاث وثمانين سنة. والصاحب كمال الدين عمر بن أحمد بن هبة الله بن العديم العقيلىّ بعد ابن عبد السلام بأيام، وكان له اثنتان وسبعون سنة. ونقيب الأشراف بهاء الدين علىّ بن محمد بن إبراهيم بن أبى الجنّ «٣» الحسينىّ فى رجب عن إحدى وثمانين سنة.
وضياء الدين عيسى بن سليمان التّغلبىّ فى رمضان، وله تسعون سنة. واستشهد فى المصافّ المستنصر بالله أحمد ابن الظاهر محمد ابن الناصر فى أوائل المحرّم بالعراق،