أعمال الأحياء تعرض على أقاربهم من الموتى، فانظر ماذا يعرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم من عملك! فبكى إبراهيم حتى سالت دموعه على لحيته رحمه الله تعالى.
*** [ما وقع من الحوادث سنة ١٧٦]
السنة التي حكم فيها إبراهيم بن صالح على مصر وهي سنة ست وسبعين ومائة- فيها عقد الرشيد لابنه المأمون عبد الله العهد بعد أخيه محمد الأمين ولقبه المأمون، وولاه الشرق وكتب بينهما كتاباً وعلقه في الكعبة، وكان المأمون أسن من الأمين بشهر واحد غير أنّ الأمين أمّه زبيدة بنت جعفر هاشميّة، والمأمون أمّه أم ولد اسمها مراجل، ماتت أيام نفاسها به، ومولدهما في سنة سبعين ومائة. وفيها حج بالناس سليمان بن منصور العباسي. وفيها أيضاً حجت زبيدة بنت جعفر زوج الرشيد، وأمرت في هذه السنة ببناء المصانع والبرك في طريق الحج. وفيها عزل الرشيد الغطريف بن عطاء عن إمرة خراسان وولاها حمزة بن مالك الخزاعي، وكان حمزة يلقب بالعروس. وفيها توفي إبراهيم بن علي بن سلمة «١» بن عامر بن هرمة، أبو إسحاق الفهري الشاعر المشهور. كان الأصمعي يقول: ختم الشعراء بابن هرمة [و] هو آخر الحجج. وفيها توفي صالح بن أبي جعفر المنصور عبد الله بن محمد ابن علي بن عبد الله بن العباس الهاشمي العباسي، ولي عدة أعمال جليلة وكان من أعيان بني العباس. وفيها توفي أبو عوانة وآسمه الوضاح بن عبد الله البزاز الواسطي الحافظ، مولى يزيد بن عطاء اليشكري، ويقال من سبي جرجان، رأى الحسن البصري وابن سيرين. وتوفي بالبصرة في شهر ربيع الأول.