وفيها كان الطاعون العظيم بالموصل والجزيرة وبغداد، وصلّى بالموصل على أربعمائة نفس دفعة واحدة، وبلغت الموتى ثلثمائة ألف إنسان.
وفيها توفّى عبد الواحد بن محمد بن يحيى بن أيّوب أبو القاسم البغدادىّ الشاعر المشهور، كان يعرف بالمطرّز «١» . مات ببغداد فى جمادى الآخرة.
وفيها توفّى محمد بن الحسين بن علىّ بن عبد الرحيم الوزير أبو سعد «٢» وزير جلال الدولة بن بويه. لقى شدائد من المصادرات من الأتراك، حتى آل أمره أنّه خرج من بغداد مستترا وأقام بجزيرة «٣» ابن عمر حتّى مات فى ذى القعدة.
وفيها توفّى محمد بن علىّ بن محمد بن إبراهيم أبو الخطّاب الشاعر الجبّلىّ، أصله من قرية جبّل عند النّعمانيّة ببغداد. كان فصيحا شاعرا. رحل إلى البلاد ثم عاد إلى بغداد، وقد كفّ بصره فمات بها. وكان رافضيّا خبيثا. ومن شعره:
[المنسرح]
ما حكم الحبّ فهو ممتثل ... وما جناه الحبيب محتمل
تهوى وتشكو الضّنى وكلّ هوّى ... لا ينحل الجسم فهو منتحل
أمر النيل فى هذه السنة- الماء القديم سبع أذرع وثلاث وعشرون إصبعا. مبلغ الزيادة ست عشرة ذراعا وسبع أصابع.
*** [ما وقع من الحوادث سنة ٤٤٠]
السنة الثالثة عشرة من ولاية المستنصر معدّ على مصر وهى سنة أربعين وربعمائة.