ابن عرطوج أبو الحسين «١» التركىّ الوزير. وسبب موته أنه دخل ميدانا في داره يوم الجمعة لعشر خلون من ذى القعدة ليضرب الصّوالجة «٢» ، وركب ولعث «٣» ، فصدمه خادمه رشيق، فسقط عن دابته ميتا. وفيها توفى محمد بن محمد بن عيسى أبو الحسن البغدادىّ، ويعرف بابن أبى الورد «٤» ، كان من الزهّاد الورعين. وفيها توفى الامام الحافظ محمد بن على بن ميمون الرّقّىّ العطّار إمام أهل الجزيرة؛ وفي التهذيب: توفى سنة ثمان وستين.
أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم أربع أذرع وأربع عشرة إصبعا.
مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعا وعشرون إصبعا.
*** [ما وقع من الحوادث سنة ٢٦٤]
السنة العاشرة من ولاية أحمد بن طولون على مصر، وهى سنة أربع وستين ومائتين- فيها في المحرّم خرج أبو أحمد الموفّق طلحة ومعه موسى بن بغا إلى قتال الزّنج، فلما نزلا بغداد مات موسى بن بغا، فحمل إلى سامرّا ودفن بها. وفيها فى شهر ربيع الأوّل توفّيت قبيحة أمّ الخليفة المعتزّ بسامرّاء؛ وكان الخليفة المعتمد قد أعادها من مكّة إلى سامرّا وأكرمها، وكانت أمّ ولد للمتوكّل روميّة، وكانت فائقة في الجمال، فسمّيت قبيحة من أسماء الأضداد؛ وقد تقدّم ذكر مصادرتها من قبل صالح بن وصيف وما أخذ منها من الذهب والجواهر. وفيها توفى عبيد الله ابن عبد الكريم بن يزيد بن فرّوخ الحافظ أبو زرعة الرازىّ مولى عيّاش بن مطرّف القرشىّ، ولد سنة مائتين بالرّىّ؛ وكان إماما حافظا ثقة صدوقا، وهو أحد الأئمة