المشهورين الرحّالين لطلب الحديث، قدم بغداد وحدّث بها غير مرّة، وجالس الإمام أحمد بن حنبل وكان يحبّه ويثنى عليه. وفيها توفّى إسماعيل بن يحيى بن إسماعيل ابن عمرو بن مسلم الفقيه أبو إبراهيم المزنىّ المصرىّ صاحب الشافعى، روى عنه وعن غيره، وروى عنه أبو بكر بن خزيمة والطحاوىّ «١» وغيرهما، وهو أحد الأئمة المشهورين، وتفقّه به جماعة، وصنّف التصانيف، منها: الجامع الكبير، والجامع الصغير، ومختصر المختصر؛ ولمّا قدم القاضى بكّار بن قتيبة على قضاء مصر وهو حنفىّ، اجتمع به المزنىّ، فسأله رجل من أصحاب بكّار وقال «٢» : قد جاء في الأحاديث تحريم النبيذ وتحليله، فلم قدّمتم التحريم على التحليل؟ فقال المزنىّ: لم يذهب أحد إلى تحريم النهيذ في الجاهلية ثم حلّل لنا، ووقع الاتفاق على أنه كان حلالا فحرّم، فهذا يعضد أحاديث التحريم. فاستحسن القاضى بكار ذلك منه.
أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم ثمانى أذرع واثنتا عشرة إصبعا. مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعا واثنتان وعشرون إصبعا.