أما والذي لا يعلم السّرّ غيره ... ومن هو بالسّر المكتّم أعلم
لئن كان كتمان المصائب مؤلما ... لإعلامها عندى أشدّ وآلم
وفيها توفّى الحسن العلوىّ أبو هاشم رئيس همذان. كان جوادا ممدّحا مموّلا شجاعا صاحب صدقات وصلوات. صادره السلطان محمد شاه السلجوقىّ على تسعمائة ألف دينار، أدّاها فى نيّف وعشرين يوما، ولم يبع فيها عقارا.
وفيها توفّى الشيخ أبو القاسم علىّ بن الحسين الربعىّ البغدادىّ الفقيه المحدّث.
مات فى شهر رجب.
أمر النيل فى هذه السنة- الماء القديم ستّ أذرع وثمانى عشرة إصبعا.
مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعا وستّ عشرة إصبعا.
*** [ما وقع من الحوادث سنة ٥٠٣]
السنة الثامنة من ولاية الآمر منصور على مصر وهى سنة ثلاث وخمسمائة.
فيها كاتب السلطان محمد شاه السلجوقىّ الأمير سكمان بن أرتق صاحب أرمينية وأخلاط وميّافارقين، والأمير شرف الدّين مودودا صاحب الموصل، ونجم الدين إيلغازى صاحب ماردين بالاجتماع على جهاد الفرنج؛ فآجتمعوا وبدءوا بالرّهاء.
وبلغ الفرنج، فاجتمع طنكرى صاحب أنطاكية، وابن صنجيل صاحب طرابلس، وبغدوين صاحب القدس، وتحالفوا هم أيضا على قتال المسلمين، وساروا؛ فكانت وقعة عظيمة نصر الله المسلمين فيها وغنموا منهم شيئا كثيرا.