وكان وعدنى بعض أعيان المماليك المؤيديّة أنه إن طالت يده فى التحكّم أن يصنع بابا وتنورا للجامع المؤيّدى المذكور أحسن منهما، ثم يردهما إلى مكانهما من مدرسة السلطان حسن، فقبضه الله قبل ذلك- رحمه الله تعالى.
وكان نقل هذا الباب والتّنور من مدرسة السلطان حسن إلى مدرسة الملك المؤيد فى يوم الخميس سابع عشرين شوال من السنة المذكورة.
[ما وقع من الحوادث سنة ٨٢٠]
ثم بدا للسلطان الملك المؤيد السفر إلى البلاد الشاميّة؛ لما اقتضاه رأيه، وعلّق جاليش السّفر «١» فى يوم الاثنين خامس المحرّم من سنة عشرين وثمانمائة، وهذه سفرة الملك المؤيد شيخ الثالثة إلى البلاد الشامية من يوم تسلطن؛ فالأولى فى سنة سبع عشرة وثمائمائة لقتال الأمير نوروز الحافظىّ نائب الشام، والثانية فى سنة ثمانى عشرة [وثمانمائة]«٢» لقتال الأمير قانى باى المحمدى نائب الشام، وهذه سفرته الثالثة.
وتجهّز السلطان للسفر وأمر أمراءه وعساكره بالتّجهيز، فلما كان خامس عشر المحرم جلس السلطان لتفرقة النّفقات، فحمل إلى كل من أمراء الألوف ألفى دينار، وأعطى لكلّ مملوك من المماليك السلطانية ثمانية وأربعين دينارا صرفها يوم ذاك عشرة آلاف درهم «٣» .
وبينما السلطان يتهيّأ للسفر قدم عليه الخبر فى ثالث عشرين المحرّم بوصول الأمير آقباى المؤيدى نائب حلب إلى قطيا فى ثمانى هجن، فكثرت الأقوال فى مجيئه على هذه الهيئة، ورسم السلطان بتلقّيه، فسار إليه الأمراء وأرباب الدولة إلى خانقاه سرياقوس، وجهّز له السلطان فرسا بسرج ذهب وكنبوش «٤» زركش،