السلطان الملك المؤيّد أبو النصر سيف الدين شيخ بن عبد الله المحمودىّ الظّاهرىّ، وهو السلطان الثّامن والعشرون من ملوك التّرك بالدّيار المصريّة، والرابع من الچراكسة وأولادهم، أصله من مماليك الملك الظّاهر برقوق، اشتراه من أستاذه الخواجا محمود شاه البرزىّ فى سنة اثنتين وثمانين وسبعمائة، وبرقوق يوم ذاك أتابك «٢» العساكر بالديار المصريّة قبل سلطنته بنحو السنتين، وكان عمر شيخ المذكور يوم اشتراه الملك الظاهر نحو اثنتى عشرة «٣» سنة تخمينا، وجعله برقوق من جملة مماليكه، ثم أعتقه بعد سلطنته، ورقّاه إلى أن جعله خاصّكيّا «٤» ثم ساقيا «٥» فى سلطنته الثانية، وغضب عليه الملك الظاهر برقوق غير مرّة، وضربه ضربا مبرّحا؛ لانهما كه فى السّكر وعزّره وهو لا يرجع عمّا هو فيه، كلّ ذلك وهو فى رتبته وخصوصيّته عند أستاذه إلى أن أنعم عليه