قلت: ووقع لبكتمر هذا من العظمة والقرب من السلطان ما لم يقع لغيره من أبناء جنسه. وقد استوعبنا أمره فى «المنهل الصافى» مستوفى، حيث هو كتاب تراجم الأعيان، وليس لذكره هنا إلا الاختصار؛ إذ هذا الكتاب موضوع للإطناب فى تراجم ملوك مصر لا غير، ومهما كان غير ذلك يكون على سبيل الاستطراد والضميمة لحوادث الملك المذكور لا غير، فيكون الاختصار فيما عدا ملوك مصر أرشق، وإلا يطل الشرح فى ذلك حتى تزيد عدّة هذا الكتاب على مائة مجلّد وأكثر. وقد سقنا أيضا من ذكر بكتمر فى أصل ترجمة الملك الناصر قطعة جيّدة فيها كفاية فى هذا الكتاب، فلتنظر هناك.
أمر النيل فى هذه السنة- الماء القديم ثلاث أذرع وثمانى أصابع.
مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعا وست عشرة إصبعا.
*** [ما وقع من الحوادث سنة ٧٣٤]
سنة خمس وعشرين من ولاية الملك الناصر الثالثة على مصر، وهى سنة أربع وثلاثين وسبعمائة.
فيها توفّى الأمير سيف الدين ألماس «١» بن عبد الله الناصرىّ حاجب الحجّاب بالديار المصريّة فى محبسه خنقا فى ليلة ثانى عشر صفر، وحمل من الغد حتّى دفن بجامعه»
بالشارع خارج بابى زويلة. وكان من مماليك الناصر محمد، اشتراه ورقّاه وأمّره وجعله جاشنكيره، ثم ولّاه الحجوبيّة، فصار فى محلّ النيابة لشغور منصب النيابة فى أيامه، فكان أكابر الأمراء يركبون فى خدمته ويجلس فى باب القلعة