مشايخ الطريقة، وأحد العلماء الأعلام فيها. سلك فى المجاهدة طريقا صعبا بعيدا.
وكان القطب محيى الدين عبد القادر ينوّه بذكره ويثنى عليه كثيرا، وشهد له بالسلطنة (يعنى على الأولياء) ، وقال: لو كانت النبوّة تنال بالمجاهدة لنا لها الشيخ عدىّ ابن مسافر. وكان فى أوّل أمره فى الجبال والصحارى مجرّدا يأخذ نفسه بأنواع المجاهدات مدّة سنين، وكانت الحيّات والسباع تألفه، ثم عاد وسكن بزاويته.
وتلمذ له خلق كثير من الأولياء، وتخرّج بصحبته غير واحد من ذوى الأحوال.
وكان له كلام على لسان أهل الطريقة فى توحيد البارئ عظيم. ومناقبه كثيرة يضيق هذا المحلّ عن استيعابها، رحمه الله.
الذي ذكرهم الذهبىّ وفاتهم فى هذه السنة، قال: وفيها توفّى أبو يعلى حمزة بن أحمد [بن فارس «١» ] بن كروّس السلمىّ الدمشقىّ. والشيخ عدىّ بن مسافر الهكّارىّ الزاهد العارف، يوم عاشوراء. وأبو المظفّر هبة الله بن أحمد الشّبلىّ القصّار فى سلخ العام.
أمر النيل فى هذه السنة- الماء القديم أربع أذرع وعشر أصابع. مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعا وأربع أصابع.
*** [ما وقع من الحوادث سنة ٥٥٨]
السنة الثالثة من ولاية العاضد على مصر وهى سنة ثمان وخمسين وخمسمائة.
فيها سار الملك العادل نور الدين محمود بن زنكى المعروف بالشهيد إلى قتال قليج «٢» أرسلان ابن السلطان مسعود صاحب بلاد الروم، ووقع له معه أمور وحروب.