أمر النيل فى هذه السنة- الماء القديم ثمانى أذرع وسبع عشرة إصبعا.
مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعا وعشرون إصبعا.
*** [ما وقع من الحوادث سنة ٤٣٧]
السنة العاشرة من ولاية المستنصر معدّ على مصر وهى سنة سبع وثلاثين وأربعمائة.
فيها مات بواسط نصرانىّ يقال له ابن سهل، وأخرجت جنازته نهارا، فثارت العامّة بالنّصارى وجزدوا الميّت وأحرقوه، ومضوا إلى الدّير فنهبوه. وكان الملك العزيز بن جلال الدولة بن بويه بواسطّ، وعمّه الملك أبو كاليجار ببغداد، ولم يكن له تلك الهيبة، وكانوا قد أحسّوا بانقراض دولة بنى بويه بظهور طغرلبك السّلجوقىّ صاحب خراسان، فلم ينتطح فى ذلك شاتان.
وفيها جهّز المستنصر صاحب الترجمة جيشا من مصر إلى حلب، فحصروا ابن مرداس فيها واستظهروا عليه، فاستنجد بالرّوم فلم ينجدوه. وقد تقدّم ذكر هذه الواقعة فى ترجمة المستنصر.
وفيها لم يحج أحد من العراق. وحجّ الناس من مصر وغيرها.
وفيها توفى الحسن بن محمد بن أحمد أبو محمد الدمشقىّ المعروف بابن «١» السّكن؛ كان عابدا زاهدا صام الدهر وله اثنتا «٢» عشرة سنة من العمر، وعاش سبعا وثمانين سنة. وكان لا يشرب الماء فى الصيف، وأقأم سنة وخمسة أشهر لا يشربه.
فقال له طبيب «٣» : معدتك تشبه الآبار، فى الصيف باردة وفى الشتاء حارّة.