السنة العاشرة من سلطنة الملك الأشرف شعبان بن حسين على مصر وهي سنة أربع وسبعين وسبعمائة.
وفيها استقرّ الأمير ألجاى اليوسفىّ أتابك العساكر بديار مصر بعد موت منكلى بغا الشّمسى.
وفيها توفّى الشيخ الإمام الحافظ المؤرّخ عماد الدين أبو الفداء إسماعيل ابن الخطيب شهاب الدين أبى حفص عمر بن كثير القرشىّ الشافعىّ صاحب «التاريخ» و «التفسير» فى يوم الخميس سادس عشرين شعبان بدمشق. ومولده بقرية شرقىّ بصرى «١» من أعمال دمشق في سنة إحدى وسبعمائة- رحمه الله تعالى- قال العبنىّ رحمه الله: كان قدوة العلماء والحفّاظ، وعمدة أهل المعانى والألفاظ. وسمع وجمع وصنّف ودرّس وحدّث وألّف. وكان له اطّلاع عظيم في الحديث والتفسير والتاريخ واشتهر بالضبط والتحرير، وانتهى إليه علم التاريخ والحديث والتفسير، وله مصنّفات عديدة مفيدة. انتهى كلام العينى- رحمه الله.
قلت: ومن مصنّفاته «تفسير القرآن «٢» الكريم» فى عشر مجلدات، وكتاب «طبقات الفقهاء» و «مناقب الإمام الشافعى» رضى الله عنه والتاريخ المسمّى «بالبداية والنّهاية» حذا فيه حذو ابن الأثير- رحمه الله- فى «الكامل» والتاريخ أيضا في عشرة مجلدات، وخرّج أحاديث «مختصر ابن الحاجب» وكتب