وفيها توفّى عبد الغنى بن سعيد بن على بن سعيد بن بشر بن مروان بن عبد العزيز ابن مروان الحافظ أبو محمد المصرىّ المحدّث المشهور، مولده في ثانى ذى القعدة سنة اثنتين وثلاثين وثلثمائة، وسمع الكثير، وبرع في علم الحديث، وصنّف الكتب:
منها كتاب «المؤتلف والمختلف «١» » ، وكان عالما بأسامى الرجال وعلل الحديث.
وكان الدار قطنىّ يعظّمه ويقول: ما رأيت في طريقى مثله، ما اجتمعت به وانفصلت منه إلا بفائدة. ومات بمصر في شوّال.
وفيها توفّى على بن نصر أبو الحسن مهذّب الدولة صاحب البطيحة، كان جوادا ممدّحا صاحب ذمّة ووفاء؛ وهو الذي استجار به القادر بالله قبل أن يتخلّف، فأجاره ومنع الطائع منه، وقام في خدمته أحسن قيام.
وفيها توفّى محمد بن الحسين أبو عبد الله العلوىّ؛ ولّاه الحاكم القضاء والنقابة والخطابة بدمشق، وكان في القضاء قبل ذلك نائبا عن مالك بن سعيد ابن أخت الفارقىّ قاضى قضاة الحاكم، وكانت وفاته بدمشق في شهر رمضان.
أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم خمس أذرع وثمانى أصابع.
مبلغ الزيادة ست عشرة ذراعا وثلاث وعشرون إصبعا.
*** [ما وقع من الحوادث سنة ٤١٠]
السنة الرابعة والعشرون من ولاية الحاكم منصور على مصر وهى سنة عشر وأربعمائة.
فيها جلس الخليفة القادر بالله ببغداد، وحضر القضاة والشهود وكتب عهد أبى الفوارس بن بهاء الدولة على كرمان وأعمالها، وبعث إليه بالخلع السلطانية على العادة.