فأما من ملك مصر بعد من نقدّم ذكره من أولادهم وغيرهم فقال المسعودي:
وكان بيصر بن حام بن نوح قد كبرت سنه فأوصى إلى الأكبر من ولده وهو مصر وأجمع الناس على أنه ملك من حد رفح من أرض فلسطين من بلاد الشأم، وقيل: من العريش، وقيل: من الموضع المعروف بالشجرة وهو آخر أرض مصر، والفرق «١» بينها وبين الشأم، وهو الموضع المشهور بين العريش ورفح إلى بلاد أسوان من بلاد الصعيد طولاً، ومن آيلة وهي تخوم الحجاز إلى برقة عرضاً. وكان لمصر أولاد أربعة وهم:
قبط «٢» ، وأشمون، وأتريب، وصا. وقد تقدم ذكر ذلك، غير أننا نذكره في سياق كلام المسعودي أيضاً، إذ لا يتم المراد إلا بذكره، ليتناسق الأسلوب.
قال: وقسم مصر بين ولده الأربعة الأرض أرباعاً، وعهد إلى الأكبر من ولده وهو قبط، وأقباط مصر يضافون في النسب إلى أبيهم قبط بن مصر، وأضيفت المواضع إلى سكانها وعرفت بأسمائهم، واختلطت الأنساب وكثر ولد قبط وهم الأقباط، فغلبوا على سائر الأرض، ودخل غيرهم في أنسابهم. ولما هلك قبط بن مصر ملك بعده أشمون بن مصر؛ ثم ملك بعده صا بن مصر؛ ثم ملك بعده أتريب بن مصر؛ ثم ملك بعده ماليق بن دارس؛ ثم ملك بعده حرايا بن ماليق؛ ثم ملك بعده كلكي بن حرايا، وأقام في الملك نحواً من مائة سنة؛ ثم ملك بعده أخ له يقال له:
ماليا بن حرايا؛ ثم ملك بعده لوطس بن ماليا نحواً من سبعين سنة؛ ثم ملكت بعده ابنة له يقال لها: حوريا بنت لوطس بن ماليا نحواً من ثلاثين سنة؛ ثم ملكت بعدها امرأة أخرى يقال لها: ماموم. ثم كثر ولد بيصر بن حام بن نوح بأرض مصر