السنة الأولى من سلطنة الملك المنصور قلاوون على مصر وقد تقدّم ذكرها فى ترجمة الملك السعيد، والملك العادل سلامش ولدى الملك الظاهر بيبرس، وهى سنة ثمان وسبعين وستمائة، فإنه حكم فيها من شهر رجب إلى آخرها.
وهذه السنة الثانية من ولاته الملك المنصور قلاوون المذكور، وهى سنة تسع وسبعين وستمائة.
فيها توفّى الشيخ محيى الدين أبو العباس أحمد [بن علىّ «١» ] بن عبد الواحد بن السابق الحلبى العدل الكبير، كان من أكابر بيوت حلب، وكان عنده فضيلة ورياسة ومات بدمشق فى ذى الحجة.
وفيها توفّى الأمير سيف الدين، وقيل صارم الدين، أزبك بن عبد الله الحلبى العدل الكبير، كان من أعيان أمراء دمشق، وهو منسوب إلى أستاذه الأمير عزّ الدين أيبك الحلبى، وكان قد تجرّد إلى بعلبكّ فتمرّض بها، فحمل فى محفّة إلى دمشق، فمات بها فى شوّال.
وفيها توفّى الأمير جمال الدين آقوش بن عبد الله الشّمسىّ، كان من أعيان الامراء وأماثلهم وشجعانهم، وهو الذي أمسك الأمير عزّ الدين أيدمر الظاهرى، وهو الذي باشر قتل كتبغا نوين مقدّم التّتار يوم عين جالوت، وكان ولى نيابة حلب فى السنة الخالية؛ ومات بها فى يوم الاثنين خامس المحرّم ودفن بحلب، وهو فى عشر الخمسين.