أربعا وثلاثين سنة- وقيل أربعين سنة- وكان عمره ستا وسبعين سنة. ومن شعره:
[البسيط]
بعد الثمانين ليس قوّه ... لهفى «١» على قوّة الصّبوّه
كأننى والعصا بكفّى ... موسى ولكن بلا نبوّه
وفيها توفّى مالك بن أحمد الإمام أبو عبد الله البانياسىّ «٢» ثم البغدادىّ المعروف بالفرّاء فى جمادى الآخرة شهيدا فى الحريق. وكان معدودا من العلماء الفضلاء.
أمر النيل فى هذه السنة- الماء القديم ستّ أذرع وستّ أصابع. مبلغ الزيادة ست عشرة ذراعا وإحدى عشرة إصبعا. وأوفى فى سابع توت، ونقص فيه أيضا.
*** [ما وقع من الحوادث سنة ٤٨٦]
السنة التاسعة والخمسون من ولاية المستنصر معدّ على مصر وهى سنة ستّ وثمانين وأربعمائة.
فيها خطب تاج الدولة تتش السلجوقىّ لنفسه بعد موت أخيه ملكشاه، وأرسل إلى الخليفة بأن يخطب له ويوعده؛ فما التفت إليه فى الجواب، غير أنّه أرسل يقول له: إنما تصلح للخطبة إذا حصلت «٣» الدنيا بحكمك، والخزائن التى بأصبهان معك، وتكون صاحب الشرق وخراسان، ولم يبق من أولاد أخيك ملكشاه من يخالفك؛ وأمّا فى هذا الحال فلا سبيل إلى ما التمسته. فلمّا وقف تتش على ذلك سار إلى الموصل وبها إبراهيم بن قريش؛ فخرج إليه فى بنى عقيل والتقوا معه فقتل