وفيها توفّى يوسف بن فيروز حاجب شمس الملوك إسماعيل. كان [من «١» ] مماليك طغتكين. حقدوا عليه لأنّه هو الذي أشار على شمس الملوك بقتل إيلبا الذي ضرب شمس الملوك بالسيف، حسب ما ذكرناه؛ فاتّفقوا على قتله؛ فالتقاه بزاوش «٢» الأتابكىّ عند المسجد الجديد فضربه بالسيف على وجهه فقتله فى جمادى الآخرة.
وفيها توفّى الإمام العلّامة أبو الحسن علىّ بن أحمد بن منصور بن قيس الغسّانىّ المالكىّ النحوىّ. كان إماما فقيها عالما نحويّا، حلّق ودرّس سنين وأقرأ النحو وقصده الناس وانتفع به خلق كثير.
أمر النيل فى هذه السنة- الماء القديم ست أذرع وثمانى أصابع. مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعا وسبع أصابع.
*** [ما وقع من الحوادث سنة ٥٣١]
السنة السابعة من ولاية الحافظ على مصر وهى سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة.
فيها أرسل السلطان مسعود طالب الخليفة المقتفى لأمر الله العبّاسىّ وحواشيه بمائة ألف دينار. فبعث إليه المقتفى يقول: ما رأيت أعجب من أمرك! أنت تعلم أنّ أخى المسترشد سار من بغداد إليك بأمواله، فوصل الكلّ إليك ورجع أصحابه بعد قتله عراة، وولى ابن أخى الراشد ففعل ما فعل، ثمّ رحل وأبقى أمواله وخزائنه فى الدار، فأخذت الجميع. وأمّا الناس فإنّى عاهدت الله أنّى لا آخذ لأحد شيئا، وقد أخذت أنت أيضا الجوالى «٣» والتركات «٤» ؛ فمن أىّ وجه أقيم لك هذا المال!.