السنة السادسة عشرة من ولاية الملك الناصر محمد بن قلاوون الثالثة على مصر، وهى سنة خمس وعشرين وسبعمائة.
فيها توفّى الأمير ركن الدين بيبرس بن عبد الله المنصورىّ الدّوادار صاحب التاريخ فى ليلة الخميس خامس عشرين شهر رمضان. كان أصله من مماليك الملك المنصور قلاوون، أنشأه ورقّاه إلى أن ولّاه نيابة الكرك إلى أن عزله الملك الأشرف خليل بالأمير آقوش الأشرفىّ نائب الكرك، ثم صار بعد ذلك دوادارا وناظر الأحباس مدّة طويلة، ثم ولى نيابة السلطنة فى أيام الملك الناصر محمد الثالثة فدام مدّة، ثم قبض عليه الملك الناصر وحبسه إلى أن مات. وقيل أطلقه بعد حبسه بمدّة. وكان أميرا عاقلا فاضلا معظّما فى الدول، وكان إذا دخل على الملك الناصر يقوم له إجلالا.
وكان له أوقاف على وجوه البرّ، وهو صاحب المدرسة «١» الدّوادارية بخط سويقة «٢» العزّى خارج القاهرة. وله تاريخ «زبدة «٣» الفكرة فى تاريخ الهجرة» فى أحد «٤» عشر