حكم فى أوّلها إلى يوم الاثنين ثامن المحرّم الملك المؤيدّ شيخ، ثم ابنه الملك المظفّر أحمد إلى تاسع عشرين شعبان، ثمّ الملك الظاهر ططر إلى رابع ذى الحجة، ثمّ ابنه الملك الصالح محمد إلى آخرها وإلى [شهر ربيع الآخر]«١» من سنة خمس وعشرين وثمانمائة.
وفيها- أعنى سنة أربع وعشرين وثمانمائة- توفّى الأمير زين الدين فرج ابن الأمير شكر باى الطاهرىّ أحد أمراء العشرات وخواصّ الملك المؤيدّ شيخ فى رابع صفر بعد مرض طويل، وكان شابّا مليح الشكل، بهىّ المنظر، متجمّلا فى ملبسه ومركبه، ولم يبلغ من العمر خمسا وعشرين سنة- فيما أظنّ- وكان الملك المؤيدّ [شيخ]«٢» ربّاه واختصّ به، فلما تسلطن رقّاه وأمّره.
وتوفّى القاضى بهاء الدين محمد ابن بدر الدين حسن بن عبد الله المعروف بالبرجىّ «٣» فى يوم الخميس عاشر صفر عن ثلاث وسبعين سنة، بعد أن ولى حسبة القاهرة غير مرّة، ووكالة بيت المال ونظر الكسوة، وباشر عمارة الجامع المؤيّدىّ، وكان من أصحاب الملك الظاهر ططر.
وتوفّى علم الدين سليمان بن جنيبة رئيس الأطبّاء فى سادس عشرين صفر، وقد أناف على ثمانين سنة، وكان أبوه يهوديّا ثم أسلم، ونشأ سليمان هذا مسلما.
وفيها قتل الأمير يشبك بن عبد الله اليوسفىّ المؤيّدىّ نائب حلب فى واقعة كانت بينه وبين الأمير ألطنبغا القرمشىّ الأتابك بظاهر حلب فى يوم الثلاثاء ثالث عشرين المحرّم.