بينه وبين المعزّ مناوشات، ثم تقهقر المعزّ ودخل القاهرة وانحصر بها إلى أن أرضى القرمطىّ بمال وخدعه، وانخدع القرمطىّ وعاد إلى نحو الشام، فمات بالرّملة في شهر رجب، وأراح الله المسلمين منه، وصفا الوقت للمعزّ فإنّ القرمطىّ كان أشدّ عليه من جميع الناس للرّعب الذي سكن في قلوب الناس منه؛ فكانت القرامطة إذا كانوا فى ألف حطّموا «١» مائة ألف وانتصفوا. خذلان من الله تعالى لأمر يريده.
ذكر ما قيل في نسب المعزّ وآبائه
قال القاضى عبد الجبّار البصرىّ:«اسم جدّ الخلفاء المصرييّن سعيد، ويلقّب بالمهدىّ، وكان أبوه يهوديّا حدّادا بسلمية؛ ثم زعم سعيد هذا أنّه ابن الحسين بن أحمد «٢» بن عبد الله بن ميمون القدّاح. وأهل الدعوة أبو القاسم الأبيض العلوىّ وغيره يزعمون أنّ سعيدا إنّما هو من امرأة الحسين المذكور، وأنّ الحسين ربّاه وعلّمه أسرار الدعوة، وزوجته بنت أبى الشلغلغ «٣» ، فجاءه ابن فسمّاه عبد الرّحمن. فلمّا دخل الغرب وأخذ سجلماسة تسمّى بعبيد الله ثمّ تكنّى بأبى محمد، وسمّى ابنه الحسن، وزعمت المغاربة أنّه يتيم ربّه وليس بابنه ولا بابن زوجته؛ وكناه أبا القاسم وجعله ولىّ عهده» . انتهى.
وقال القاضى أبو بكر بن الباقلانى: «القدّاح جدّ عبيد الله كان مجوسيا، ودخل عبيد الله المغرب وادّعى أنه علوىّ ولم يعرفه أحد من علماء النسب، وكان باطنيا