قد خاف على نفسه من الحاكم، فهرب هو وولده وصهره القاضى عبد العزيز ابن [محمد بن «١» ] النعمان، وكان زوج أخته؛ فأرسل الحاكم من ردّهم وطيّب قلوبهم وآنسهم مدّة، ثم حضروا إلى القصر بالقاهرة للخدمة، فتقدّم الحاكم إلى راشد وكان سيف النّقمة، فاستصحب عشرة من الغلمان الأتراك، فقتلوا الحسين ابن جوهر وصهّره القاضى وأحضروا رأسيهما إلى بين يدى الحاكم. وقد ذكرنا الحسين هنا حتى يعرف بذكره أن جوهرا المذكور فحل غير خصىّ، بخلاف الخادم بهاء الدين قراقوش والأستاذ كافور الإخشيذى والخادم ريدان «٢» وغيرهم.
[ذكر بناء جوهر القائد القاهرة وحاراتها]
قال القاضى محيى الدين بن عبد الظاهر في كتابه الروضة" [البهية «٣» ] الزاهرة، فى الخطط المعزّية القاهرة"؛ قال:«اختطّ جوهر القصر وحفر أساسه في أوّل ليلة نزوله القاهرة، وأدخل فيه دير العظام، وهو المكان المعروف الآن بالركن «٤» المخلّق قبالة حوض جامع الأقمر، قريب من بئر العظام، والمصريون يسمّونها بئر العظمة، ويزعمون أنّ طاسة وقعت من شخص في بئر زمزم وعليها اسمه، فطلعت من هذه البئر. ونقل جوهر القائد العظام «٥» التى كانت في الدير المذكور والرمم إلى دير