وله يهجو المتوكّل على الله لما هدم قبور العلوييّن:
تالله إن كانت أميّة قد أتت ... قتل ابن بنت نبيّها مظلوما
فلقد أتاه بنو أبيه بمثله ... هذا لعمرك قبره مهدوما
ومن شعره في الزهد:
أقصرت عن طلب البطالة والضّبا ... لمّا علانى للمشيب قناع
لله أيّام الشباب ولهوه ... لو أنّ أيّام الشباب تباع
فدع الصّبا يا قلب واسل عن الهوى ... ما فيك بعد مشيبك استمتاع
وانظر الى الدنيا بعين مودّع ... فلقد دنا سفر وحان وداع
[والحادثات «١» موكّلات بالفتى ... والناس بعد الحادثات سماع]
أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم ستّ أذرع سواء. مبلغ الزيادة خمس عشرة ذراعا وثمانى عشرة إصبعا.
*** [ما وقع من الحوادث سنة ٣٠٤]
السنة الثانية من ولاية ذكا الرومىّ على مصر، وهى سنة أربع وثلثمائة- فيها في المحرّم عاد نصر الحاجب من الحجّ ومعه العلوىّ «٢» الذي قطع الطريق على ركب الحاجّ عام أوّل، فحبس في المطبق «٣» . وفيها غزا مؤنس الخادم بلاد الروم من ناحية ملطية وفتح حصونا كثيرة وآثارا جميلة وعاد الى بغداد فخلع المقتدر عليه. وفيها وقع ببغداد حيوان يسمّى الزّبزب «٤» ، وكان يرى في الليل على السطوح «٥» ، وكان «٦» يأكل أطفال