الناس، وربّما قطع يد الإنسان وهو نائم وثدى «١» المرأة فيأكلهما، فكانوا يتحارسون طول الليل ولا ينامون ويضربون الصوانىّ والهواوين ليفزعوه فيهرب، وارتجّت بغداد من الجانبين وصنع «٢» الناس لاطفالهم مكابّ من السّعف يكبّونها عليهم بالليل، ودام ذلك عدّة ليال. وفيها عزل المقتدر الوزير علىّ بن عيسى، وكان قد ثقل عليه أمر الوزارة وضجر من سوء أدب الحاشية واستعفى غير مرّة؛ ولما عزله المقتدر لم يتعرّض له بسوء، وكانت وزارته ثلاث سنين وعشرة أشهر وثمانية عشر يوما؛ وأعيد أبو الحسن بن الفرات الى الوزارة. وفيها توفّى زيادة الله بن عبد الله بن إبراهيم بن أحمد بن محمد بن الأغلب الأمير أبو نصر، وقيل: أبو منصور، صاحب الفيروان. قال الحميرىّ: يقال له زيادة الله الأصغر وجدّ جدّه زيادة الله الأكبر. وردّ زيادة الله الى مصر منهزما من عبيد الله المهدىّ الخارجىّ فأكرم، وقيل: إنه مات في «٣» برقة، وقيل: بالرملة. وفيها توفّى يموت ابن «٤» المزرّع بن يموت أبو بكر العبدى من عبد القيس، كان من البصرة ثم رحل عنها ونزل بغداد ثم قدم دمشق ثم سكن طبريّة «٥» ، وكان حافظا ثقة محدّثا أخباريا. وفيها توفى يوسف بن الحسين بن علىّ الحافظ أبو يعقوب الرازىّ شيخ الرىّ والجبال «٦» فى وقته، كان عالما زاهدا ورعا كبير الشأن.
أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم ستّ أذرع سواء. مبلغ الزيادة خمس عشرة ذراعا وثمانى عشرة إصبعا مثل الماضية.