أمر النيل فى هذه السنة- الماء القديم خمس أذرع وسبع أصابع. مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعا وثلاث عشرة إصبعا.
[ما وقع من الحوادث سنة ٦٦٢]
السنة الرابعة من ولاية السلطان الملك الظاهر بيبرس على مصر، وهى سنة اثنتين وستين وستمائة.
فيها انتهت عمارة مدرسة «١» السلطان الملك الظاهر بيبرس ببين القصرين من القاهرة. وقد تقدّم ذكرها فى ترجمته.
وفيها استدعى الملك الظاهر الأمير علاء الدين أيدكين البندقدارىّ إلى القاهرة؛ وأمره أن يجعل نائبه بحلب بعد خروجه الأمير نور الدين علىّ بن مجلّى ففعل ذلك، وقدم القاهرة؛ فلمّا وصل إليها عزله وأقام نور الدين عوضه فى نيابة حلب. وقد تقدّم أنّ علاء الدين أيدكين هو أستاذ الملك الظاهر بيبرس الذي اشتراه منه الملك الصالح نجم الدين أيّوب.
وفيها كان الغلاء بديار مصر فبلغ الإردبّ القمح مائة «٢» درهم وخمسة دراهم نقرة «٣» ، والشّعير سبعين درهما الإردبّ، وثلاثة أرطال خبز بالمصرىّ بدرهم نقرة، ورطل اللحم بالمصرىّ وهو مائة وأربعة وأربعون درهما بدرهم «٤» ؛ وكان هذا الغلاء عظيما بديار مصر. فلمّا وقع ذلك فرّق الملك الظاهر الفقراء على الأغنياء والأمراء وألزمهم بإطعامهم، ثم فرّق من شونه القمح على الزوايا والأربطة، ورتّب للفقراء