ثم فى يوم الخميس خامس عشرين ذى القعدة، قدم الزينى عبد الباسط من دمشق إلى القاهرة، وهذه قدمته الثانية من يوم عزل وصودر، وطلع إلى السلطان فى يوم السبت سابع عشرينه، [و]«١» خلع عليه كاملية بفرو سمّور، ثم قدم هديته إلى السلطان فى يوم الاثنين تاسع عشرينه، وكانت تشتمل على شىء كثير مع مبلغ «٢» كبير من الذهب.
[ما وقع من الحوادث سنة ٨٤٩]
ثم فى يوم الخميس سادس عشر ذى الحجة خرجت تجريدة إلى البحيرة، ومقدم العسكر الأمير قراخجا الحسنى، الأمير آخور الكبير ومعه ستة من الأمراء.
ثم فى يوم الخميس رابع عشر محرم سنة تسع وأربعين وثمانمائة استقر الشيخ شمس الدين محمد القاياتى قاضى قضاة الشافعية بالديار المصرية، وصرف الحافظ شهاب الدين أحمد «٣» بن حجر، ونزل «٤» القاياتى بغير خلعة تورعا، وعليه طيلسانه، وبين يديه أعيان الدولة، ولما نزل إلى الصالحية «٥» لم يسمع الدعوى التى يدعيها بعض الرسل، وقال هذه حيلة، ثم قام وتوجّه إلى داره، وفى ظن كل أحد أنه سيسير فى القضاء على قاعدة السلف، لما عهدوا من تقشفه وتعففه، فوقع بخلاف ما كان فى الظن «٦» ، ومال إلى المنصب، وراعى «٧» الأكابر، وأكثر من النواب، وظهر منه الميل الكلى إلى الوظيفة، حتى [لعله]«٨» لو عزل منها لمات أسفا عليها.