للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

معاوية في شهر رجب سنة ستين، فكانت خلافته ثلاث سنين وسبعة أشهر وأياماً، وكان فاسقاً قليل الدين مدمن الخمر، وهو القائل:

أقول لصحبٍ ضمت الكأس شملهم ... وداعي صبابات الهوى يترنّم

خذوا بنصيبٍ من نعيم ولذةٍ ... فكل وإن طال المدى يتصرم

وله أشياء كثيرة غير ذلك غير أننى أضربت عنها لشهرة فسمه ومعرفة الناس بأحواله. وقد قيل: إن رجلاً قال في مجلس عمر بن عبد العزيز عن يزيد هذا أمير المؤمنين؛ فقال له عمر بن عبد العزيز: تقول: أمير المؤمنين! وأمر به فضرب عشرين سوطاً تعزيراً له. ولما مات يزيد هذا ولي الخلافة من بعده ابنه معاوية ابن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان ثالث خلفاء بنى أميّة، وكان رجلاً صالحاً فلم يرد الخلافة وخلع نفسه منها، ومات بعد قليل.

ذكر خلافة معاوية بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي ثالث خلفاء بني أمية ووفاته

كنيته أبو عبد الرحمن، ويقال: أبو يزيد. بويع بالخلافة بعد موت أبيه يزيد بعهد منه إليه، وذلك في شهر ربيع الأول من سنة أربع وستين، وكان مولده سنة ثلاث وأربعين فلم تطل مدته في الخلافة.

قال أبو حفص الفلاس «١» : ملك أربعين ليلة ثم خلع نفسه، فإنه كان رجلاً صالحاً؛ ولهذا يقال في حق أبيه: يزيد شر بين خيرين، يعنون بذلك بين