وكان فقيها محدّثا ورد بغداد وناظر الإمام أحمد وغيره. وفيها توفى الإمام الأستاذ أبو عثمان المازنىّ البصرىّ علّامة زمانه فى النحو والعربيّة واسمه بكر بن محمد وهو من مازن ربيعة؛ كان إماما فى النحو واللّغة والآداب وله التصانيف الحسان.
وفيها توفى مهنّا بن يحيى البغدادىّ الشيخ الإمام أبو عبد الله، كان فقيها إماما محدّثا صحب الإمام أحمد ثلاثا وأربعين سنة ورحل معه.
الذين ذكر الذهبىّ وفاتهم فى هذه السنة، قال: وفيها توفى أحمد بن صالح المصرىّ، والحسين الكرابيسىّ، وطاهر بن عبد الله بن طاهر الأمير، وعبد الجبّار ابن العلاء، وعبد الملك بن شعيب بن اللّيث، وعيسى بن حمّاد زغبة، ومحمد بن حميد الرّازىّ، والمنتصر بالله محمد، ومحمد بن زنبور المكّىّ، وأبو كريب محمد بن العلاء، وأبو هشام الرفاعىّ.
أمر النّيل فى هذه السنة- الماء القديم ثمانية أذرع وثمانية أصابع ونصف، مبلغ الزيادة سبعة عشر ذراعا وتسعة عشر إصبعا.
*** [ما وقع من الحوادث سنة ٢٤٩]
السنة السابعة من ولاية يزيد بن عبد الله التركىّ على مصر وهى سنة تسع وأربعين ومائتين- فيها فى صفر شغب الجند ببغداد عند مقتل عمر بن عبيد «١» الله الأقطع وعلىّ بن يحيى الأرمنىّ أمير الغزاة وهما ببلاد الروم مجاهدان، وأيضا عند استيلاء الترك على بغداد وقتلهم المتوكّل وغيره وتمكّنهم من الخلفاء وأذيّتهم للناس؛ ففتح الترك والشاكريّة السجون وأحرقوا الجسر وانتهبوا الدواوين، ثم خرج نحو ذلك بسرّمن رأى، فركب بغا وأتامش وقتلوا من العامّة جماعة، فحمل العامّة عليهم