السنة السابعة من ولاية الملك الناصر الثالثة على مصر، وهى سنة ست عشرة وسبعمائة.
فيها حجّ بالناس من مصر الأمير بهادر الإبراهيمىّ، وأمير الرّكب الشامىّ أرغون السّلاح دار. وحجّ فى هذه السنة من أعيان أمراء مصر الأمير أرغون الناصرىّ نائب السلطنة بديار مصر، وعزّ الدين أيدمر الخطيرىّ، وعز الدين أيدمر أمير جاندار. وسيف الدين أركتمر السّلاح دار. وناصر الدين محمد بن طرنطاى.
وفيها توفّى الشيخ الكاتب المجوّد نجم الدين موسى بن علىّ بن محمد الحلبىّ ثم الدّمشقىّ المعروف بابن بصيص (بضمّ الباء ثانية الحروف) شيخ الكتّاب بدمشق فى زمانه. وابتدع صنائع بديعة، وكتب فى آخر عمره ختمة بالذهب عوضا عن الحبر. وكان مولده سنة إحدى وخمسين «١» وستمائة، ومات ليلة الثلاثاء عاشر ذى القعدة. وله شعر على طريق الصوفيّة، من ذلك:
وحقّك لو خيّرت فيما أريده ... من الخير فى الدنيا أو الحظّ فى الأخرى
لما اخترت إلّا حسن نظم يروقنى ... معانيه أبدى فيه أوصافك الكبرى
وتوفّى الشيخ الإمام العلّامة صدر الدين أبو عبد الله محمد بن زين الدين عمر بن مكّى بن عبد الصمد العثمانى الشهير بابن المرحّل وبابن الوكيل، المصرىّ الأصل الشافعىّ الفقيه الأديب، كان فريد عصره ووحيد دهره، كان أعجوبة فى الذّكاء والحفظ.
ومولده فى شوّال سنة خمس وستين وستمائة بدمياط وكان بارعا مدرسا مفتنّا، درّس بدمشق والقاهرة وأفتى، وعمره اثنتان وعشرون سنة، وكان يشتغل فى الفقه