للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والتفسير والأصلين والنحو، واشتغل فى آخر عمره فى الطبّ، وسمع الحديث الكتب الستة ومسند الإمام أحمد، وصنّف «الأشباه «١» والنظائر» قبل أن يسبقه إليها أحد، وكان حسن الشكل حلو المجالسة وعنده كرم مفرط، وله الشّعر الرائق الفائق فى كلّ فنّ من ضروب الشّعر. وكانت وفاته فى رابع عشرين ذى الحجّة ودفن بالقرافة فى تربة «٢» الفخر ناظر الجيش. وهو أحد من قام على الملك الناصر وانضمّ على المظفّر بيبرس الجاشنكير. وقد تقدّم ذكر «٣» ذلك كلّه فى أوائل ترجمة الملك الناصر. ومن شعره:

أقصى مناى أن أمرّ على الحمى ... ويلوح نور رياضه فيفوح

حتّى أرى سحب الحمى كيف البكا ... وأعلّم الورقاء كيف تنوح

وله [دو بيت «٤» ] :

كم قال: معاطفى حكتها الأسل ... والبيض سرقن ما حوته المقل

الآن أوامرى عليهم حكمت ... البيض تحدّ والقنا تعتقل

وله:

عيّرتنى بالسّقم طرفك مشبهى ... وكذاك خصرك مثل جسمى ناحلا «٥»

وأراك تشمت إذ أتيتك سائلا ... لا بدّ أن يأتى عذارك سائلا

قلت: وله ديوان موشّحات وأحسنهم موشحته التى عارض بها السّراج المجّار التى أوّلها:

ما أخجل قدّه غصون البان، بين الورق ... إلّا سلب المها «٦» مع الغزلان، سود الحدق