أحدهم في الأسبوع مرّة، يفخرون بذلك؛ فقلت لهم: كم صبر مسيحكم هذا؟
قالوا: ثلاثين يوما، وكنت قاعدا في وسط الدّير، فلم أزل جالسا أربعين يوما لم آكل ولم أشرب؛ فخرج إلىّ مطرانهم فقال: يا هذا قم، فقد أفسدت قلوب كلّ من في الدير؛ فقلت: حتى أتمّ ستين يوما؛ فألحّوا فخرجت.
الذين ذكر الذهبىّ وفاتهم في هذه السنة، قال: وفيها توفّى حسن بن سعد الكتامىّ القرطبىّ الحافظ، ومحمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة السّدوسىّ، ومحمد ابن مخلد بن حفص العطّار، ويعقوب بن عبد الرّحمن الجصّاص.
أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم ذراعان وستّ أصابع. مبلغ الزيادة تسع عشرة ذراعا سواء.
*** [ما وقع من الحوادث سنة ٣٣٢]
السنة العاشرة من ولاية الإخشيذ على مصر، وهى سنة اثنتين وثلاثين وثلثمائة- فيها قدم أبو جعفر بن شيرزاد من واسط من قبل توزون الى بغداد، فحكم على بغداد؛ فخرج الخليفة المتقى الى تكريت بأولاده ومعه الوزير؛ فقدم عليه سيف الدولة وأشار عليه بأن يصعد الى الموصل ليتّفقوا على رأى؛ فقال المتقى: ما على هذا عاهدتمونى.
ثم حضر ناصر الدولة بن حمدان والتقى مع توزون واقتتلوا أيّاما وأردفه أخوه، ثم انهزم بنو حمدان وفرّوا ومعهم المتّقى الى نصيبين. ثم أرسل المتقى لتوزون في الصلح فأجاب توزون الى الصلح. ورجع الخليفة الى بغداد بعد أمور صدرت له. وفيها قتل أبو عبد الله البريدىّ أخاه أبا يوسف، ثم مات بعده بيسير. وفيها ولىّ ناصر الدولة بن حمدان ابن عمّه الحسين بن سعيد بن حمدان قنّسرين والعواصم فسار الى حلب. وفيها كتب المتقى إلى الإخشيذ صاحب مصر أن يحضر إليه؛ فخرج من مصر