السنة السابعة من ولاية المستنصر معدّ على مصر وهى سنة أربع وثلاثين وأربعمائة.
فيها ورد الخبر من تبريز «١» أنّ زلزلة عظيمة وقعت بها هدمت قلعتها وسورها وكثيرا من دورها ومساكنها، ونجا أميرها بنفسه. وأحصى من مات تحت الهدم فكانوا خمسين ألفا، ولبس الناس بها السّواد وجلسوا على المسوح لعظم هذه المصيبة.
ثمّ زلزلت تدمر «٢» أيضا وبعلبك، فمات تحت الهدم معظم أهل تدمر.
وفيها توفّى حمزة بن الحسن بن العبّاس الشريف العلوىّ أبو يعلى فخر الدولة ولى قضاء دمشق عن الظاهر العبيدىّ، وهو الذي أجرى الفوّارة يجيرون «٣» ، وبنى قيساريّة الأشراف «٤» وتعرف بالفخريّة. قال الشريف أبو الغنائم عبد الله بن الحسين:
أنشدنى لقسّ بن ساعدة فى النجوم:
[الكامل]
علم النجوم على العقول وبال ... وطلاب شىء لا ينال ضلال
ماذا طلابك علم شىء أغلقت ... من دونه الأبواب والأقفال
افهم فما أحد بغامض فطنة ... يدرى متى الأرزاق والآجال
إلّا الذي من فوق سبع عرشه ... فلوجهه الإكرام والإفضال