وفيها توفّى السلطان مسعود ابن السلطان محمود بن سبكتكين أبو سعيد صاحب خراسان وغزنة وغيرهما. كان ملكا عادلا حسن السّيرة فى الرعيّة، سلك طريق أبيه فى الغزو وفتح البلاد، إلّا أنّه كان عنده محبّة فى اللهو والطّرب. وكان ولى الملك بعد موت أبيه السلطان محمود فى ذى الحجّة سنة إحدى وعشرين وأربعمائة، فكانت مدّة حكمه «١» على بلاد الهند وغيرها اثنتى عشرة سنة إلّا أشهرا.
وفيها توفّى الأمير أنوشتكين الدّزبرىّ «٢» قسيم الدولة نائب الشام للمستنصر صاحب الترجمة، كان خصيصا عند المستنصر يندبه إلى المهمّات، وكان شجاعا مقداما عظيم الهيبة حسن السياسة؛ طرد العرب من الشام وأباد المفسدين، ومهّد أمور الشام حتى أمنت السّبل فى أيّامه. وقد قدّمنا من ذكره نبذة فى ترجمة المستنصر فى هذا المحلّ. ولمّا مات ولى دمشق بعده الأمير ناصر الدولة الحسن بن الحسين ابن عبد الله بن حمدان.
وفيها توفّى الأمير أبو جعفر علاء الدولة بن كاكويه «٣» صاحب أصبهان. ولى بعده منصور «٤» ، وأقام الدعوة والسّكة للملك أبى كاليجار فى جميع بلاد أبيه.
وفيها توفّى سعيد بن العبّاس الحافظ أبو عثمان القرشىّ الهروىّ، كان إماما فاضلا محدّثا فقيها. مات فى المحترم من هذه السنة.
أمر النيل فى هذه السنة- الماء القديم خمس أذرع وعشرون إصبعا.