ابن الحافظ عبد المجيد بن محمد بن المستنصر ابن عم الفائز هذا. وأجلسه الملك الصالح طلائع بن رزّيك على سرير الخلافة. وأزوجه ابنته. ثم بعد ذلك استعمل طلائع شاور على بلاد الصعيد. وهو شاور البدرىّ الذي استولى على ديار مصر فى خلافة العاضد آخر خلفاء بنى عبيد، على ما سيأتى ذكره إن شاء الله تعالى.
*** [ما وقع من الحوادث سنة ٥٤٩]
السنة التى حكم فى أوّلها الظافر وفى آخرها الفائز، وكلاهما ليس له فى الخلافة إلّا مجرّد الاسم فقط، وهى سنة تسع وأربعين وخمسمائة.
فيها حنقت الترك على سنجرشاه السلجوقىّ وتركوه فى قيد من حديد فى خيمة، ووكّل به جماعة وأجروا عليه ما لا يجرى على الكفرة، وكاد يموت خوفا، وصار يبكى ليلا ونهارا على نفسه، ويتمّنى الموت.
وفيها ملك نور الدين محمود بن زنكى بن آق سنقر المعروف بالشهيد دمشق من الأمير مجير الدّين. وساعده فى ذلك بعض أهل دمشق على مجير «١» الدين المذكور لزيادة ظلمه ومصادراته الناس؛ فلمّا تحرك نور الدين لطلب دمشق وافقه أهلها لما فى نفوسهم من مجير الدين.
وفيها توفى المظفّر بن علىّ [بن «٢» محمد بن محمد] بن جهير الوزير أبو نصر ابن الوزير فخر الدولة، وجدّه كان أيضا وزيرا. وهو من بيت وزارة وفضل، وزر للمقتفى سبع سنين، وعزل عن الوزارة فى سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة، وكان الخليفة المقنفى نقله من الأستاداريّة إلى الوزر. وكانت وفاته فى ذى الحجة. وكان فاضلا نبيلا، سمع الحديث وحجّ وتصدّق.