الصائح فى بنى رزيك وكانوا أكثر من ثلاثة آلاف فارس. فأوّل من نجا بنفسه حسين. فلمّا بلغ رزّيك توجّه حسين انقطع قلبه، وأخذ أمواله على البغال وخرج فى خاصّته إلى إطفيح «١» ، فأخذه مقدّم إطفيح بعد أمور وكلّ من معه، وأتى بهم إلى شاور فى الحديد؛ فاعتقله شاور وأخاه جلال الإسلام؛ فطلب رزّيك من بعض غلمان أبيه مبردا فبرد قيده؛ فعلم أخوه جلال الإسلام فأعلم شاور بذلك، فقتل شاور رزّيك وأبقى على أخيه جلال الإسلام لهذه النصيحة. واستمر شاور فى الوزر أشهرا حتى وقع له مع الضّرغام أحد أمراء بنى رزّيك ما وقع، واستنجد عليه بتوجّهه إلى دمشق إلى نور الدين محمود بن زنكى؛ فأرسل معه نور الدين أسد الدين شيركوه بن شادى «٢» . وشاور هو صاحب القصّة مع أسد الدين شيركوه وابن أخيه السلطان صلاح الدين. يأتى ذكر ذلك فى ترجمة العاضد مفصّلا، إن شاء الله.
وكانت وفاة الفائز صاحب الترجمة فى شهر رجب سنة خمس وخمسين وهو ابن عشر سنين أو نحوها. وبايعوا العاضد لدين الله أبا محمد عبد الله بن يوسف