فارس الدين أقطاى الصالحىّ، وقد ولى نيابة المظفر قطز؛ توفى فى جمادى الأولى، والزاهد الكبير الشيخ محمد بن سليمان [بن محمد بن سليمان] الشاطبىّ بالإسكندريّة وخواجا [محمد بن محمد بن الحسن «١» أبو عبد الله] نصير [الدين «٢» ] الطّوسىّ فى ذى الحجة.
أمر النيل فى هذه السنة- الماء القديم ستّ أذرع وإحدى وعشرون إصبعا.
مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعا وست أصابع.
[ما وقع من الحوادث سنة ٦٧٣]
السنة الخامسة عشرة من ولاية الملك الظاهر بيبرس على مصر، وهى سنة ثلاث وسبعين وستمائة.
فيها كانت أعجوبة فى السابع والعشرين من شعبان وهو أنّه وقع رمل بمدينة الموصل ظهر من القبلة وانتشر يمينا وشمالا حتى ملأ الآفاق وعمّيت الطّرق، فخرج العالم إلى ظاهر البلد، ولم يزالوا يبتهلون إلى الله تعالى بالدعاء إلى أن كشف الله ذلك عنهم.
وفيها توفّى الأمير شهاب الدين أبو العبّاس أحمد بن موسى بن يغمور بن جلدك.
وقد تقدّم ذكر والده الأمير جمال الدين موسى، كان شهاب «٣» الدين هذا، مروفا بالشجاعة والشهامة والصّرامة والحرمة، ولّاه الملك الطاهر المحلّة «٤» وأعمالها من الغربيّة من إقليم مصر، فهذّبها ومهّد قواعدها وأباد المفسدين بها بحيث إنّه قطع من الأيدى والأرجل ما لا يحصى كثرة، وشنق ووسّط فخافه البرىء والسقيم. ومات بالمجلّة فى الرابع والعشرين «٥»