أبو عبد الله الهاشمي العباسي. ولي إمرة دمشق لأبي جعفر المنصور ولولده المهدي؛ وحج بالناس عدة سنين، وكان عاقلاً جواداً ممدحاً.
الذين ذكر الذهبي وفاتهم في هذه السنة، قال: وفيها توفي أبو إسحاق الفزاري في قول إبراهيم بن محمد، وخالد بن يزيد بن [عبد الرحمن «١» بن] أبي مالك الدمشقي، وصالح بن عمر الواسطي، وعبد الله بن صالح بن علي بسلمية «٢» ، وعبد الواحد بن مسلم، وقاضي مصر محمد بن مسروق الكندي، والمسيب بن شريك، والمطلب بن زياد، ويزيد بن مزيد الشيباني، ويقطين بن موسى الأمير.
أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم ثلاثة أذرع وعشرة أصابع، مبلغ الزيادة سبعة عشر ذراعاً وسبعة أصابع.
[ما وقع من الحوادث سنة ١٨٦]
السنة الثالثة من ولاية الليث بن الفضل على مصر وهي سنة ست وثمانين ومائة- فيها حج الرشيد ومعه ابناه: الأمين محمد والمأمون عبد الله وفرق بالحرمين الأموال. وفيها بايع الرشيد بولاية العهد لولده قاسم بعد الأخوين الأمين والمأمون، ولقبه المؤتمن وولاه الجزيرة والثغور وهو صبي، فلما قسم الرشيد الدنيا بين أولاده الثلاثة قال الشعراء في البيعة المدائح، ثم إنه علق نسخة البيعة في البيت العتيق، وفي ذلك يقول إبراهيم الموصلي:
خير الأمور مغبّة ... وأحقّ أمر بالنّمام
أمر قضى إحكامه الرّ ... حمن في البيت الحرام
وفيها أيضاً سار علي بن عيسى بن ماهان من مرو لحرب أبي الخصيب، فالتقاه فقتل أبو الخصيب وغرقت جيوشه وسبيت حرمه واستقام أمر خراسان. وفيها