سجن الرشيد ثمامة بن الأشرس المتكلم لأنه وقف منه على شيء من «١» إعانة أحمد بن عيسى. وفيها توفي حماد- ويقال: سلم- بن عمرو بن حماد بن عطاء بن ياسر المعروف بسلم الخاسر الشاعر المشهور من أهل البصرة، سمّى الخاسر لأنه ورث من أبيه مصحفا فباعه واشترى بثمنه طنبورا، وقيل: اشترى شعر امرئ القيس، وقيل شعر الأعشى. وكان سلم من الشعراء المجيدين، وهو من تلامذة بشار بن برد المقدم ذكره. وفيها توفي العباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس، الأمير أبو الفضل الهاشمي العباسي أخو السفاح والمنصور لأبيهما، وأمه أم ولد. ولد في سنة ثمان عشرة ومائة وقيل سنة إحدى وعشرين ومائة، وولي دمشق والشأم كله والجزيرة، وحج بالناس غير مرة. وكان الرشيد يجله ويحبه. وفيها توفي يزيد بن هارون أبو خالد مولى بني سليم، ولد سنة ثمان عشرة ومائة، وكان من الزهاد العباد، كان إذا صلى العتمة لا يزال قائماً حتى يصلي الفجر بذلك الوضوء نيفاً وأربعين سنة. وفيها توفي الأمير يقطين بن موسى أحد دعاة بني العباس، ومن قرر أمرهم في الممالك والأقطار، وكان داهيةً عالماً حازماً شجاعاً عارفاً بالحروب والوقائع.
ذكر الذين أثبت الذهبي وفاتهم في هذه السنة، قال: وفيها توفي حاتم بن إسماعيل، أو سنة سبع؛ والحارث بن عبيدة الحمصي، وحسان بن إبراهيم الكرماني، وخالد بن الحارث، وصالح بن قدامة الجمحي، وطيفور الأمير مولى المنصور «٢» ، والعباد بن العوّام فى قول، والعباس بن الفضل المقرئ، وعبد الرحمن بن عبد الله ابن عمر المدني، وعيسى البخاري غنجار «٣» ، والمسيب بن شريك بخلف، والمغيرة بن عبد الرحمن المخزومي.