السنة الثالثة من ولاية ذكا الرومىّ على مصر، وهى سنة خمس وثلثمائة- فيها حجّ بالناس الفضل بن عبد الملك الهاشمىّ وهى تمام ستّ عشرة حجّة حجّها بالناس.
وفيها خلع الخليفة المقتدر على أبى الهيجاء عبد الله بن حمدان وإخوته خلعة الرضا.
وفيها قدمت رسل ملك الروم بهدايا تطلب عقد هدنة، فشحنت «١» رحبات دار الخلافة والدهاليز بالجند والسلاح، وفرشت سائر القصور بأحسن الفرش، ثم احضر الرسل والمقتدر على سريره والوزير ومؤنس الخادم قائمان بالقرب منه. وذكر الصّولىّ احتفال المقتدر بمجيء الرسل فقال: أقام المقتدر العساكر وصفّهم بالسلاح، وكانوا مائة وستين ألفا، وأقامهم من باب الشمّاسيّة الى دار الخلافة، وبعدهم الغلمان وكانوا سبعة آلاف خادم وسبعمائة حاجب؛ ثم وصف أمرا مهولا قال: كانت الستور ثمانية وثلاثين ألف ستر من الديباج، ومن البسط اثنان وعشرون ألفا، وكان في الدار مائة سبع في السلاسل، ثم أدخلوا دار الشجرة وكان في وسطها بركة والشجرة فيها، ولها ثمانية عشر غصنا عليها الطيور المصوغة تصفر، ثم أدخلوا الى الفردوس وبها من الفرش ما لا يقوّم، وفي الدهاليز عشرة آلاف جوشن «٢» مذهّبة معلّقة وأشياء كثيرة يطول الشرح في ذكرها. وفيها وردت هدايا صاحب «٣» عمان، فيها طير أسود يتكلّم بالفارسيّة والهندية «٤» أفصح من الببّغاء، وظباء سود. وفيها توفّى الأمير غريب خال الخليفة المقتدر بالله بعلّة الذّرب «٥» ، كان محترما في الدولة، وهو قاتل عبد الله بن المعتزّ حتّى قرّر