من جعله زنديقا وهم الأكثر، ومن الناس من أوّل كلامه ودفع عنه. وممّا يستشهد عليه من المقالة الأولى قوله:
[الوافر]
عقول «١» تستخفّ بها سطور ... ولا يدرى الفتى لمن الثّبور
كتاب محمد وكتاب موسى ... وإنجيل ابن مريم والزّبور
وله فى غير هذا المعنى أشياء كثيرة، وتصانيف مشهورة، منها «سقط الزّند» وشرحه بنفسه وسماه «ضوء السقط» . وله غير ذلك.
وفيها توفّى إسماعيل بن عبد الرحمن بن أحمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن عابد بن عامر أبو عثمان الواعظ المفسر الصّابونىّ النيسابورىّ شيخ الإسلام. قال أبو عبد الله المالكىّ: أبو عثمان ممن شهد له أعيان الرجال بالكمال فى الحفظ والتفسير وغيرهما.
وقال البيهقىّ: أنبأنا إمام المسلمين حقّا، وشيخ الإسلام صدقا أبو عثمان الصابونىّ.
وفيها توفّى علىّ بن هندىّ القاضى أبو الحسن قاضى حمص. ولد سنة أربعمائة.
كان عالما فاضلا نزها عفيفا فصيحا، مات بدمشق.
أمر النيل فى هذه السنة- الماء القديم خمس أذرع سواء. مبلغ الزيادة سبع عشرة دراعا وثلاث أصابع.
*** [ما وقع من الحوادث سنة ٤٥٠]
السنة الثالثة والعشرون من ولاية المستنصر معدّ على مصر وهى سنة خمسين وأربعمائة.
فيها أقام أبو الحارث أرسلان البساسيرىّ الدعوة للمستنصر ببغداد وخطب له على منابرها. وقد استوعبنا واقعته مع الخليفة القائم بأمر الله العباسىّ فى أوّل ترجمة المستنصر هذا، فيطلب هناك.